كم هي مظلومة!

نحن في اليمن نعيش في مجتمع ملتزم و متقيد بعادات و تقاليد توارثت عبر أجيال
فالشجاعة والكرم و الشهامة و اخلاق سامية كثيرة تعم ارجاء هذا المجتمع الكبير
و عادات و تقاليد كثيرة و متعددة بتعدد مناطق هذا المجتمع.
لكن بسبب الحرب الثقافية التي يشنها الغرب رغم صلابة المجتمع اليمني الا انها
اثرت على بعض افراد المجتمع.
فثقافة التحرر و الانفتاح و الميول و التأثر بالغرب و عاداته دخلت و تسللت الى
المجتمع اليمني و غيره من المجتمعات العربية و الإسلامية الا انه في اليمن ليست
 بالشكل الذي اثرت به في مناطق أخرى .
فمثلا في اليمن لا نشاهد  نساء متبرجات و شبه عاريات كما في مناطق عربية
أخرى كثيرة ,لكن نشاهد نساء يرتدين عباءات قد تكون ضيقه او حجابات ملونه و
قد تضع مساحيق تجميل و تفوح منها رائحة العطور لكنها تكون بشكل متستر
و غير كاشف بسبب طبيعة المجتمع الملتزمة .
ومع هذه الدواخل و التأثر بالغرب وثقافته ما زال هنالك خوف من نظرة المجتمع.
اريد ان اركز على موضوع وضع المراءة في المجتمع اليمني ونظرته لها...
كما قلت في البداية هناك نوع من الالتزام ببعض عادات المجتمع في ما يخص
اللباس ,لكن بهذا اللباس لن نستطيع ان نميز بين الخبيث والطيب وبين الملتزمة
و الأخرى ,كما لاحظت انا في الأعوام الأخيرة للأسف انتشار ظاهرة الدعارة
في المجتمع ولكن بشكل سري و اصبح المرء يشاهد يومياً اشخاص ينادون لفتيات
في الشارع او تلاحظ احدهم يوقف سيارته حتى تأتي احداهن لتركب معه
و للأسف اصبح الامر اكبر من مجرد انحراف فردي بل هناك جماعات و تنظيمات
تقوم بجمع الفتيات و استغلال ظروفهن و جلب الزبائن لهن ,و اصبح من السهل 
لمن يبحث عن هذه الاشياء العثور عليها  من أماكن واشخاص كثيرين ..
وان لم يعرف احد تلك الأماكن او أولئك الأشخاص ..ما عليه سوى الوقوف في شارع عام
او الذهاب الى مركز تجاري و التلفت يمينا و شمالا و شم رائحة القذارة و سرعان ما يجد طلبته
و يأخذها ويمشي امام الناس دون ان يجد من يمنعه , حتى تعود الناس على هذا الموضوع.
فهم لا يستطيعون منعه لكي لا يدخلوا انفسهم في إشكالات لعدم قدرتهم في اثبات ما حقيقة الذي
يحصل .
بسبب هذه الظاهرة اصبح الجميع يخاف على نفسه وعلى اسرته , ويضطر على فرض
قوانين صارمة و قاسيه على نسائه و بناته ,فالبعض يصل به الحال الى منع
بناته من الذهاب الى المدرسة  او يقوم بمنعهن من مشاهدة التلفاز او حمل الهواتف
النقالة  ويفرض عليهن عزلة عن العالم الخارجي خوفاً من التأثر بالعادات الخاطئة
انا لا أقوم بوضع حلول للمشكلة بل أحاول شرح المشكلة ...لكن هذا ليس هو الحل
تخيلوا اننا وصلنا الى درجة عدم الثقة باي امراه تمشي في الشارع لعدم قدرتنا على التفريق
و البعض قد يصل به  الحال الا ان ينظر الى أي امراه بانها "......"
فلو تعرض احد الباحثين عن فريسة لإرضاء غرائزه لفتاة محترمة في الشارع
و قامت بالصراخ عليه ...فلن يهب احد لنجدتها بل سيكتفي الجميع بالمشاهدة
لانهم يعتقدون بانها من ذلك النوع من الفتيات ...وقد يقول البعض وهو يشاهد
ربما لم يتفقا على السعر...مع ان الفتاة بريئة من كل ما يظنون و يقولون
اذا استطيع ان أقول ان المراءة اليوم ضحية بين سيفين ,
الأول : وهو الجزء من المجتمع المتأثر بالغرب و الباحث عن نزواته و شهواته تحت
غطاء الحرية والانفتاح .
الثاني : وهو الجزء الاخر من المجتمع الخائف من هذه الثقافة الدخيلة و
المتشدد بعاداته و تقاليده .
اليوم المراءة هي الضحية من الطرفين فهي غير قادرة على اقناع السيف الأول
بانها رافضه لثقافة التحرر و الانفتاح الغربي...و غير قادرة على اقناع الجزء الاخر
بانها ملتزمة و متقيده بأخلاق و عادات و تعاليم المجتمع الأصيلة ...
فلجميع ينظر اليها اذا خرجت من بيتها اما بنظرة الطالبين او نظرة الناقدين
لا خيار ثالث لديها اما ان تمشي الى الامام او الى الخلف ...وفي الحالتين
سيطعنها احد السيفين...
كم هي مظلومة هذه المراءة,,,,,,



بقلمي انا/ محمد لطف الكبسي  

تعليقات

الاكثر مشاهده

(هذه أنتِ يا بلادي)

حلم شهيد

الن تخبريني؟!

(الزهور الندية)

غريب امر هذه الدنيا,,

طالب يبرّرّ..!!!