طالب يبرّرّ..!!!

يضطر اكثر الناس للتبرير عن اخطائهم او عن عدم فعلهم بعض واجباتهم
العملية او الاجتماعية او حتى الاسرية ...و لم يقتصر التبرير للنفس فقط
بل انك تجد من يبرر و يتمادى في تبريره عن مواقف و أخطاء غيرة
لا ادري على أي أساس يبرر فهناك من يبرر نيابة عن الاخرين
 لأسباب عاطفية ...او فكرية ...او منطقية ...و البعض يبرر من اجل التبرير..!
و بينما انا اشاهد و اسمع الكثير من الناس المبررين ..نظرت الى نفسي و قلت ..
لماذا لا ابرر لنفسي الوضع الذي وصلت اليه و اعيشه ...

فانا طالب جامعي ادرس في جامعة خاصه بمبالغ بالنسبة لي طائلة و ايضاً
اعمل بدوام جزئي في محل تجاري ..و اواجه الكثير من الصعوبات و المعوقات
و احياناً اصل الى مرحلة اليأس من حالتي ...لأني لم افعل ما كنت اريده.
فلطالما حلمت بان ادرس في كلية الطب في جامعة صنعاء لكني فشلت في
تحقيق امنيتي .....و المبررات التي اريد ان اقنع نفسي بها هي كالتالي:

فأول تبرير لفشلي في الالتحاق بالكلية التي اريد هو المدرسة الثانوية.
فقد درست الصف الأول الثانوي في عام 2011 و ما ادراك ما 2011
لسوء حظي فهذا العام مصدر بؤس لكثير من الشباب و ايضاً هذا العام
معروف و اشهر من نار على علم على مستوى العالم كلة ليس اليمن فقط..
لن أتكلم من وجهة نظر سياسية او تعصبية او حزبية ..
بل سأتكلم من وجهة نظر طالب يبرر...!!
فعند بداية ما يسمى الربيع العربي و صلت رياحة الى اليمن على شكل
تظاهرات و اعتصامات تسببت بانقسامات كبيرة في المجتمع اليمني
و أدت الى توقف الاعمال و اثرت بشكل كبير على التعليم فبسبب هذه
الفوضى التي تسبب بها الربيع العربي لم ادرس أي شيء في الصف الأول الثانوي
كما هو حال الطلاب الباقين.. اتت الامتحانات و في ليلة كل امتحان كنت العب في الحارة
فلا شيء اذاكره سوى درس او درسين من كل مادة ..
بالتأكيد نجحنا و بدرجات عالية في الاول الثانوي و ذلك بفضل الربيع..

اقبل العام الثاني وانا لا علم لي ماذا سأدرس و كيف سأدرس , فلا خلفية سابقه لدي
ايضاً هذا العام كسابقة فما زال تأثير التغيير يعصف به ... لكن هذه المرة في مدرستنا.!
فقد قام بعض المدرسين بتحريض الطلاب على عمل فوضى و عصيان في المدرسة
من اجل المطالبة بتغيير المدير و الوكلاء ..و ذلك لمصالحهم الخاصة  غير مكترثين بالطلاب.
طبعاً ...انتهت السنه كسابقتها ," كما دخلت ..... خرجت " و نجحنا ايضاً بدرجات
ممتازة في الثاني الثانوي...
اما المشكلة لم تكن واضحة بالشكل الكبير قبل الثالث الثانوي , فقد بدأت اشعر بشيء من الخوف
 والقلق على مستقبلي و ماذا سأعمل بدماغ فارغ ..
في العام الثالث لا زلنا نعاني من تلك الفوضى التي كانت في العامين السابقين و الصراعات
لا زالت متفاقمة و الازمة تزداد كل يوم اكثر فاكثر ..و انتهينا من العام الثالث كما السابقين
و حصلت على نسبة 80% لكن بدون معلومات ...سافرت الى صنعاء حتى ابداء في التمهيد لحلمي
و هو التسجيل في جامعة صنعاء و بدئت العمل في محل تجاري لتوفير مصاريف الدراسة..
عندما بدئت بالبحث و الاستفسار عن الجامعة ..هنا بدئت مشاكلي فنماذج لاختبارات القبول للكليات
و شروط كل كلية اصابتني بإحباط كبير و مرت سنة و انا اعيش حالة ضياع كامل لا ادري ما الحل
ايضاً بقيت محبط لسنة اخرى لأني عانيت من خوف و رهبة من التقدم للدراسة في الجامعة .
اما السنة الثالثة فقد عملت جاهداً لكي اجهز نفسي لخوض اختبار القبول ليس في الكلية التي كنت اريد
ولكن في كلية اخرى ..
عندما ذهبت الى الجامعة للتقدم ..اصبت بصدمة فسيول بشريه تتدفق للتسجيل ...عندما نظرت الى
عدد المقاعد المتوفرة للطلاب المقبولين في الكلية ارتعبت...فهنالك اكثر من خمسة الاف طالب تقدموا
بينما المطلوب سبعة مئة طالب فقط ..
و  زاد الطين بلة رجل سألني ماذا تفعل هنا ..فأجبته اني اتيت للتسجيل ..
فأجابني هل لديك " واسطة "  وما ادراك ما  " الواسطة ".
حينها اكملت الاختبارات وانا اعلم باني غير مقبول , و اضطررت الى الالتحاق بجامعة خاصه
مقابل رسوم مكلفة ..بالإضافة الى مصروفي اليومي ...هذا كله اوصلني الى صعوبات و
مطبات كثيرة..
لم تنتهي القصة بعد فالحالة التي وصلت لها و التي اقوم منذ البداية بالتبرير عليها
و القيت باللوم على رقم  2011 لم تكن كافية ..بل ان كابوس 2011 مازال موجود
اضافة الى حرب شنت على بلادي فاقمت الازمة و جعلتنا نتوقف عن الدراسة لمدة خمسة اشهر
, لم يكفيني الفراغ الذي اعاني منه حتى اضيف فراغ اخر اليه ..لكن هذه المرة فهو فراغ "مكلف"
ليس مجاني بل اعطي مقابلة المال للجامعة ..فهم يريدون ان ندرس المقرر الدراس في 25 يوم
ثم نختبر و من بعدها ننتقل الى المستوى الثاني ..هذا طبعا اذا دفعت الرسوم ..
اما اذا كنت متضرر من الحرب و الازمات و فقدت عملك و مصادر دخلك ولا تستطيع
دفع الرسوم فالحل ..
.اما ان تنظم الى الجيش اليمني و اللجان الشعبية لتقاتل التحالف و الدواعش
او ان تنظم الى التحالف و الدواعش لتقاتل الحيش اليمني و اللجان الشعبية
و انا اعتقد بان هذه النتيجة هي الهدف الرئيسي من الرقم 2011
,,,,,,,, و انا لله و انا الية راجعون ,,,,,,,,,





بقلم محمد لطف الكبسي

تعليقات

الاكثر مشاهده

(هذه أنتِ يا بلادي)

حلم شهيد

الن تخبريني؟!

(الزهور الندية)

غريب امر هذه الدنيا,,

كم هي مظلومة!