الإعلام.....صديق و عدو الأُمة

ما هي اخر الاخبار؟
جملة اعتدنا نحن العرب استخدامها خلال العقد الماضي و ازداد استخدامها تدريجياً في كل عام يمر
لكن في الخمس السنوات الأخيرة ازدادت وسائل نقل الاخبار و تطورت ,و اصبحنا نستطيع
الحصول على الاخبار بشكل سريع و من مختلف وجهات النظر .
اصبح الاستثمار في مجال الاعلام و القنوات الفضائية  و مواقع الانترنت امراً يرغب رجال الاعمال
الاستثمار فيه .  هل بهدف الارباح المادية ؟ ام لأهداف و غايات اخرى ؟
اصبحنا نلاحظ التطور الكبير في مجال الاعلام  عبر انشاء مراكز للأبحاث و ايضاً
مراكز للتدريب في هذا المجال , و قد برزت ايضاً قنوات فضائية و مواقع إلكترونية
و صحف عالميه ..و على  ما يبدو انه كلما ازدادت الازمات و الاحداث و الحروب و النزاعات
تنافست كل الوكالات الإخبارية على نشر اكبر و اغلب الاخبار و المعلومات عن هذه الحوادث
و من اهم ما تحرص عليه كل وكاله اخباريه هو جلب محللين وسياسيين و خبراء و رؤوسا مراكز
 ابحاث كبار و مهمين .
لا مشكلة في كل هذه الاشياء و الجميع يعرفها , لكن ما يلفت النظر و الذي يجهله الاغلبية من الناس
هو الهدف من كل هذا..!!
ما نشاهده اليوم من تبلد و خمول فكري للناس و استطيع ان اسميه" ادمان على التلقي "دون تفكير
هو نتيجة هذه الوسائل , فمعظم هذه الوسائل تم انشائها وفق دراسة و خطط مرسومه و معده بدقه
و كل ما تقوم بنشره هو عبارة عن علاج نفسي عبر مراحل و خطوات دقيقة للتحكم في العقل البشري
و السيطرة عليه و ايصاله الى المرحلة المطلوبة .
انا لا اتحدث عن الوسائل الإخبارية فقط , فقد تم انشاء وسائل اعلاميه بهدف الترفيه و عرض
البرامج و المسلسلات و الافلام المنوعة , ربما لن تلاحظ ان هذه الوسائل تؤاثر عليك
بل بالعكس انت تظن انها تنشر اموراُ مفيدة و جيده ,ربما علميه او تعليميه او توعويه
او اي شيء يبدو جيداً لكن هي بمثابة وضع السم في العسل .
ايضاً هنالك وسائل تقوم بنشر الفن والموسيقى و المسابقات و غيرها من الامور التي تؤثر
على الاغلبية من الناس و الشباب بالتحديد , فقد خلقت هذه الوسائل جيل من
الشباب العربي" المتغرب" ,فقد حولت ثقافتهم من العربية الملتزمة بعادات
و تقاليد توارثوها عبر اجيال و اجيال  الى الثقافة الغربية الخالية من الاصالة و
الغيرة و الكرم و الشهامة و الاخلاق الحميدة التي تربى عليها ابائهم .
بعد ان حققوا هدفهم في تغريب الشرق ...جاء دور وسائل الاعلام الاخبارية
و قاموا من خلال هذه الوسائل بالتحكم في سياسة المنطقة واوهام هذا الشاب
الذي تشبع بالثقافة الغربية ان يطمح بإنشاء انظمة جديدة تشبه تلك الغربية
و إقناعه  بانه يعيش في كبت ولا ينعم بالحرية "الغربية".
وقد شاهدنا في مطلع عام 2011 م خروج الشباب في مظاهرات و احتجاجات
في مختلف المناطق في الشرق الوسط و بالتحديد في الدول الجمهورية منها
وليس الملكية وقد وصل الحد في بعض الدول الى الحروب و الصراعات الداخلية.

السؤال الان لماذا الدول التي تعرف بالأنظمة الملكية و الدكتاتورية و المنغلقة
لم تعاني ما عانته دول الديمقراطية و الحرية و الجمهورية ؟؟!!
السبب بكل بساطة ..هو جزء من الاستراتيجية المرسومة للشرق الاوسط الجديد
فقد كانت مهمة هذه الانظمة خلق فكر جديد و متطرف على اساس ديني و مذهبي
فكر لا يؤمن الا بالتكفير لكل العالم , وكل من لا ينتمي لهذا الفكر فهو عدو له
وهدف انشاء هذا الفكر هو خلق جيل اخر متناقض مع الجيل السابق "المتغرب"
فقد اوجد هذا الفكر شاب متشدد خالي من المشاعر الانسانية ,القتل اهون شيء يتقنه
و طموحة العيش في ضل الخلافة الاسلامية التي رسمت في خيالة ,
فقد صوروا له بان الاسلام دين القتل وتهميش الاخر و استباحة كل من لا يدين بدينة
و انشأت وسائل اعلاميه خاصة بنشر هذا الفكر البعيد عن الاسلام ,و قامت هذه الوسائل
و ما زالت بواسطة رجال الدين الذين صنعوهم...بتصوير زمن الخلافة و الفتوحات و
الحروب و السبي و الغنائم بانة هو الاسلام الحقيقي و الزمن المشرق و العصر الذهبي.

مجالات مختلفة و افكار متناقضة و وسائل كثيرة تديرها جهة واحدة و نظام واحد ,
فهذا التسلسل المنتظم و توزيع المهام بشكل دقيق لكل فئة تعمل ضمن هذا التنظيم ..
يوضح ويرسم لنا حجم الخطر المحدق بنا.
فبعد ان اشعل الشاب المتغرب فتيل ثورته و انقلابه على عاداته و تقاليده و مبادئه و دينه ,
جاء الشاب المتطرف ليكمل ما بدئه ذلك الشاب ,فداعش الذي انشأ دولته على الاراضي العربية
بكل قوة و سلاسة و سرعة هو احدى نتائج هذا المخطط الاستعماري الجديد و الذي ضحيته هو
الاسلام و العروبة .
و من اجل محاربة هذا المخطط نحن بحاجة لنعمل بنفس الاسلوب ,الحل هو في انشاء وسائل
اعلام في كل المجالات التي ترسخ العروبة و الاسلام الحقيقي و الايمان و التمسك بالقضية الاسلامية
والعربية و غرس قيم الوحدة في نفوس كل المسلمين والعرب...
و التربية علي الثقافة الاصيلة و العريقة والقوية ,الثقافة العربية و الاسلامية  و العروبة و التعايش و التسامح
و نبذ التعصب و العنصرية.. بهذه الطريقة سنطرد الثقافات الدخيلة و المغلوطة و سنمحو الفكر المتطرف ..
ما اريد ان اوصله هو ان الاعلام اصبح جبهة قوية و ضرورية في الوقت الراهن لأنها الوسيلة الوحيدة
لتوعية الناس و الدليل على فاعليتها هو ما نراه في اليمن فبسبب الثقافة القرآنية و التوعية السليمة والصحيحة 
لهذا الشعب استطاع ان يغير و يفشل كل المخططات التي حيكت له ,مما اوصل قوى الشر الى حالة من الافلاس و العجز
فاعلنوا الحرب على شعب بأكمله بهدف ايقاف هذا الفكر الصحيح و القوي و الثابت .
فشعب عجزت و فشلت كل الوسائل و الطرق في فرض سطوتهم عليه و تغيير فكرة –ما عدا القليل ممن تأثروا بالمال و التظليل –
وضعهم امام حل صعب غير مضمون النتائج فان لم تنجح و تحقق حربهم هذه نتائجها فسينقلب السحر على الساحر
و ستكون الحرب الغير مدرجة على قائمة اهدافهم و مخططاتهم السبب في فشل كل خططهم ليس في اليمن فحسب
بل ستتغير المعادلة من اساسها و ستكون بداية لشرق اوسط بل بداية لعالم جديد .....يملئه السلام.
و الايام سترينا ماذا تخبئ لنا .


بقلمي انا /محمد لطف الكبسي

تعليقات

الاكثر مشاهده

(هذه أنتِ يا بلادي)

حلم شهيد

الن تخبريني؟!

(الزهور الندية)

غريب امر هذه الدنيا,,

طالب يبرّرّ..!!!

كم هي مظلومة!