الن تخبريني؟!

       بقلم /محمد لطف الكبسي
    يا امي الن تخبريني ماذا حدث؟! 
انا مجرد طفل  كان ابي يحميني...
 اريد من بداية القصة ان تسمعيني .. 
كالعادة يأخذني معه في الجمعة لنصلي.. 
نصل الى المسجد ، فيصلي ركعتين ،
 وانا الى جواره استرق النظرات اليه ،لكي اقلده في صلاته..
 بعد ان ينتهي يأخذ من الرف مصحفاً..
 وعلى الجدار يضع متكئ ليضع ظهرة عليه... 
وانا جواره ..فيفتح المصحف و يقرأ ... 
وعندما اريد ان اكلمه ، يقول لي همساً ..
اسكت لا يصح الكلام في المسجد.. 
بعد وقت قليل اسمع صوتً مرتفعً ينادي
 ...الله أكبر.. الله أكبر... 
فينهض الناس و ايضاً ابي  ويضعون المصاحف و يجلسون... 
يملئهم الخشوع ..وهم يرددون بصوت خافت ... 
ثم يستمعون الى رجل قد صعد الى مكان مرتفع قليلاً ...
 وهو يتكلم ولا يقاطعه احد ... 
وعندما يقول ..اقم الصلاة ينهض الناس ويصطفون ..
و يبدؤون الصلاة ... 
يقوم  ابي وانا اقف جواره اراقبه كيف يفعل فافعل مثلة .. 
حتى ينتهى الناس وابي من الصلاة .. 
يصافح ابي شخصاً الى جواره ..
كما ان الجميع يتصافحون ...
 ثم نخرج من المسجد ونعود الى البيت ..
 لكن هذه الجمعة ..يا امي ..
حدث شيء لم يكن يحدث كل جمعة.. 
عندما قال الرجل ..اقم الصلاة .. 
فجأة ضمني ابي وسقطنا على الأرض.. 
و الناس يصرخون ..
و النار تشتعل في كل مكان ... 
قلت لابي ماذا يحدث؟! ...
قال لي وكان صوته خافتاً...
هل انت بخير..
 فقلت له انا بخير لكن ما هذا الصراخ والنار...
فلم يجيبني ..
 و عندما كنت اناديه مراراً وتكرارا...
احسست ان هناك بلل في يدي... 
فرفعت يدي لأرى فإذا هو دم .
.فصرخت ابي من اين هذا الدم..
 ولكنة لم يجيب...
فتزحزحت و أخرجت نفسي من تحت ابي ..
 و التفت اليه فوجدته ممزقا..
 قد ملئت جسمه جروحاً ودما... 
ذهبت اليه وانا اصرخ ..
ابي ماذا بك..
 لكنه صامت..
 التفت الى الناس لأطلب منهم ان يساعدوا ابي ..
 كان منظرا مروعا...
الجميع قد سقط على الأرض  ،
 ايدي ...و ارجل مقطعة و دخان يملئ المسجد ... 
البعض يصرخ...و البعض صامتون مثل ابي...
 يا امي الن تخبريني ماذا حدث... 
قالت لي ..
ما زلت صغيرا لن تفهم ماذا حدث.
 لكن لا تخف.. 
و اذهب الى المسجد وافعل ما كان يفعل والدك....
  
  وصف لهذه الصوره من مجزرة مسجدي بدر و الحشحوش و التي يظهر طفل يبكي الى جوار والدة الذي مزقته شظايا التفجير الإرهابي على مسجدي بدر والحشحوش...




الاكثر مشاهده

(هذه أنتِ يا بلادي)

حلم شهيد

(الزهور الندية)

غريب امر هذه الدنيا,,

طالب يبرّرّ..!!!

كم هي مظلومة!