يمن ما قبل الحرب ليس كيمن ما بعد الحرب

بقلم محمد لطف الكبسي

 

حرب وحصار استمر لمدة عامين ضد دوله يقال عنها بانها افقر دول العالم و انها لا تمتلك اي موارد طبيعيه
 فهي دوله تعداد سكانها ما يقارب الثلاثين مليون نسمه اغلبيته لا يعرف الكتابه
 و القراءة و ايضا يعاني الكثير منهم من الامراض و الاوبئه  ,اذاً هذا ما تقوله تقاريرهم
شعب متخلف مريض لا يمتلك مقومات الحياه الكريمه ناهيك عن التقدم و التطور و الرقي و زيادة على ذلك
فهو شعب تحكمه القبيله بعاداتها و تقاليدها التي يصفونها بالبدائيه
عن اي دوله و اي شعب نتحدث  ....انها ارض اليمن , و شعبها
 هذا اذا ما يقال عنا حاليا و ايضا ماضلو يقولونه لنا طوال اكثر من خمسون عاماً
حتى اصبح في عقولنا اننا متخلفون و فقراء ولا ننفع لاي شي سوى الاكل و الشرب و النوم ..
بتعبير اخر" حيوانات "..وهذه الصوره هي الصوره التي طبعت في عقولنا وفي عقول كل شعوب العالم عنا
تعالو نلقي نظره الى ما يقوله من هو اصدق قيلا .. ماذا يقول القران الذي هو كلام الله .

لقد كان لسبإٍ في مسكنهم ءاية جنتان عن يمين و شمال كلو من رزق ربكم و اشكروا له
بلدة طيبة و رب غفور
   صدق الله العلي العظيم
و هنالك الكثير من الايات التي ذكرت اليمن الجميع يعرفها
وقال رسولنا الكريم عن اليمن و شعبها بان الايمان يمان و الحكمه يمانيه , وايضا قال صلوات الله عليه
  و على اله جاءكم اهل اليمن هم ارق قلوب و الين افئده .. وقال اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا

اذا حسب ما ذكره عنا الله و رسوله  هو ان اليمن عظيم ارضا و انسانا
 و ايضا فهو يمتلك البأس و القوه و الحكمه في شعبه
لحمايه ارضه و استخراج  ثرواتها ليبني بذلك الدوله المتقدمه و الحضاره العريقه التي يخلدها التاريخ
و هذا ما تشهد عليه ما تبقى من حضارة اجدادنا اليمانيون من مختلف العصور و الازمنه
و الذي لا يدل الا على الرقي والتقدم في مختلف المجالات التي وجدت في تلك الازمنه.
و اضافة الى ذلك فهناك اثباتات و حقائق و مشاهدات يمكن لاي شخص عادي ان يلاحظها في الارض اليمنيه
و اكتفي بذكر التقرير الذي اعده الفضيل الورتلاني و يعتبر هذا التقرير الذي عمره قرابة السبعين عاما وثيقه تثبت
حقيقة ما تمتلكه الارض اليمنيه من ثروات ,فقد اعد هذا التقرير و الذي يوجد ضمن كتاب
  " 1948 "  اسمه ثلاث وثائق لثورة
بعد ان طلب الامام يحيى من مصر ارسال خبير اقتصادي ليقوم باعداد تقرير يذكر فيه كل ما تمتلكه
اليمن من ثروات , مثل هذه الاشياء التي كان يقوم بها الامام يحيى لا يذكرها احد بل لا احد يعرفها 
و بالاصح تم تجاهلها عمدا , كل ماذكر عن الامام يحيى هو انه سبب تخلف اليمن وان عصر حكمه هو
العصر الكهنوتي الرجعي الظالم لرعيته و الناهب لثرواتهم و مقدراتهم .
سيقول البعض ما هي العلاقه بين الوضع الذي وصلنا اليه و كل هذا الكلام و بالاخص الكلام عن  الدوله المتوكليه
التي لا يعرف على الاقل الشباب اليمني عنها اي شي سوى انها الدوله الظلاميه التي لم يكن اليمنيون حينها يعرفون
 النهار و النور  ,اقول لكم كما صورو لنا اننا كما ذكرت في البدايه مجرد حيوانات تاكل و تشرب و تنام
ولا تنفع لاي شي , كذلك هم من صورو لنا عصر الدوله المتوكليه و حكامها بتلك الصوره
فالتاريخ الذي يدرس لاطفال  وشباب اليمن  لا يذكر عنها اي شي لا يذكر كيف نشأة و لا يذكر وضعها السياسي
و علاقاتها الخارجيه , باختصار  السبب من هذا التعتيم لتاريخنا و بالاخص مرحله الدوله المتوكليه و ايضا 
اقناعنا باننا لا نمتلك اي ثروات او اي مقومات للدوله هو من اجل جعلنا نستسلم لهم و ايضا ان نتقبل بان يتم
استعمارنا و ان نكون ايضا سعداء و ممنونين لهم ,لانهم سياتو ليجعلو منا عبيدا لهم .
و ايضا السبب الثاني لكي يظلل علينا حقيقه مهمه و هي مقدار الزمن  و الهدف الحقيقي  للحرب على اليمن . 
 اننا لو عرفنا تاريخنا حق المعرفه فسوف ندرك ان اول شراره لنار العدوان الذي يشن على اليمن اليوم هي ثورة 1948 م
فنحن نتعرض لعدوان عمره 69 عاما مر هذا العدوان بمراحل كثيره اولها كما ذكرت كانت ثورة 48 
و اخرها ما يسمونه بعاصفة الحزم ,و الهدف الوحيد لهذه الحرب الطويله هو استعمار و احتلال اليمن
و السيطره على مقدراته و ثرواته التي  ما تزال بكرا لم يمسسها احد .
هذا امر غريب حرب بهذا العمر و هذه المراحل ضد هذه الدوله الصغيره استخدم فيها كل الاساليب
الممكنه و الغير ممكنه و بدون كلل او ملل و بكل هذا الصبر و عدم اليأس .... ستقولون ان هذا غير معقول
و رغم كل هذا فهم لم يستطيعو ان يستعمرو اليمن , بينما ان دول عربيه اخرى هي من استدعت المستعمر ليحررها
من الامبراطوريه العثمانيه مقابل الخضوع له , و لم يستغرق الوقت لاستعمارها سوى وقت قصير
  اما اليمن فقد حرر ارضه من العثمانيون بنفسه و لم يطلب مساعدة اي مستعمر وهذا ما جعل اليمن
الدوله العربيه الوحيده في زمنها ذات سياده معترف بها دوليا و بالاخص من الدول الاستعماريه  و التي وقعت اتفاقيات مع اليمن
تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخليه و الاعتراف بها كدوله مستقله ذات سياده
و يعود الفضل في ضمان الاستقلال لليمن لحكمة و حنكة ووعي شخص واحد ....
اريد ان اطرح سؤال على الهامش .. من هو هذا الشخص  ؟
 اذا كنت لا تعرف ... فجهلك لهذا دليل على التعتيم الذي تعرض له تاريخ اليمن و اترك لك مجال البحث عن هذه الاحداث لكي تعرف  الحقيقه
و لهذا السبب قلت لكم ان اول مرحله للحرب على اليمن كانت هي ثورة48 
 و ما زالو
الى هذه الحظه يحلمون باستعمارها رغم مرور زمن طويل... ان دل هذا على شيء فانما يدل على ان اليمن
فعلا عظيمه و انهم لو تركوها وشأنها لاصبحت اليوم الدوله العظمى التي تتسابق الامم لنيل رضاها ,
لكن مازال هذا الامر ممكنا و ان المرحله التي نعيشها اليوم ستكون هي المرحله الحاسمه التي سينتصر فيها
الشعب اليمني بسلاح الايمان و سلاح الوعي ,
فبالوعي الكبير بحجم المخطط المحاك ضدنا و بمعرفتنا بسبب كل الذي عانينا منه من تعتيم  وتظليل
 لزمن طويل لجعلنا نخضع و نستسلم لمرضى الاستعمار... سيكون محفزا و منشطا للتحرك بنفس الحجم
الذي يتحرك به الاعداء و فعلا نحن نلمس و نلاحظ التطور الملحوظ خلال فتره قصيره في التصنيع العسكري
وهذا يبشر باننا نستطيع ان نتقدم في كل المجالات و ان نقود موجه تحرريه للشعوب العربيه و بالتالي
القضى على الكيان الصهيوني الذي يعتبر اساس المرض الاستعماري .
فيمن ما قبل الحرب ليس  كيمن ما بعد الحرب